"الصورة غنية عن التعريف "

مساهمة من زميلنا المتألق زهير

"الصورة غنية عن التعريف "
لقد قيل نعمتان يشعر الإنسان بفقدانهما ، صحة الأبدان وأمن الأوطان ، عندما كان الوطن المُفدى يمر بأحلك وأعتم سنينه سنين الجمر التي لن ولم ينساها أيَّ شخص عايشها بكل فصولها ، بقسوتها وألمها المريرين ، سنين عبثت ريح الغدر بالوطن يميناً ويساراً وكادت أن توجه أشرعته لحيث الهلاك والدمار ، لولا رجالاً لبوا النداء ووقفوا الند للند لأيادي الغدر وقدموا النفس والنفيس من أجل أن ينعم هذا الوطن المفدى بالأمن والأمان والإطمئنان ، وعند تحقيق هذا المبتغى بدأت بعض الأطراف ترى أن هؤلاء الرجال الواقفون أصبحوا عبئاً على الوطن ويجب إسدال الستار عليهم فما كان عليهم إلا إحالة الشاب الذي يبلغ من العمر أربعة وثلاثين سنة وهو في أوج عطاءه وقوته للتقاعد الإجباري براتب شبيه بمنحة تضامن ، في الوقت الذي من المفروض أن يوجه ذلك الشاب اليافع المتشبع بالقيم الوطنية إلى مهمة جديدة يؤديها بكفاءة عالية وبإحترافية ألا وهي تحقيق الأمن الإجتماعي حيث يعتبر الأمن الاجتماعي الركيزة الاساسية لبناء المجتمعات الحديثة وعاملاً رئيساً في حماية منجزاتها والسبيل إلى رقيهّا وتقدمها لأنه يوفر البيئة الآمنة للعمل والبناء والتطور ويبعث الطمأنينة في النفوس ويشكل حافزاً للإبداع والإنطلاق إلى آفاق المستقبل الذي يبرز الهوية الوطنية ويحدد ملامحها ، حيث يكون من السهل توجيه الطاقات للوصول إلى الاهداف والغايات التي تندرج في إطار القيم والمثل العليا لتعزيز الروح الوطنية وتحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص وتكامل الأدوار ، فبعد أن كاد جهاز الشرطة البلدية يرى النور والذي كان مبرمجاً كترقية آلية لسلك الحرس البلدي عصفت الريح بما لاتشتهي السفينة حيث كان الجهاز لو تم إرساء قواعده الحل الأمثل لمحاربة الجريمة والآفات الإجتماعية التي أصبحت لاتعد ولاتحصى ودائما ما تأخد منحى تصاعدي فالإنسان أصبح يخاف على نفسه من قطاع الطرق اللصوص حتى في وضح النهار فكيف لبلدية كاملة يقطنها أكثر من 23 ألف نسمة لا تحتوي ولو على رجل أمن واحد إنها سياسة أمنية عجيبة وغريبة لا ندري متى يتم مراجعتها .