***زنابـق الـوقـوف*** مشاركة من طرف زميلنا الشاعر سمير من جيجل

زنابـق الـوقـوف

.. وطني يا كل الظل الممدود في ثغر الذاكرة أعرني بعضكَ الأقحواني لوجهي النتر عسى أن يكتمل بعضي في مداي ..
لم تزل بدلتي الزرقاء في صهوة الحلم أغنية للعاشقين عيونها البرق يحنو لصباي ..
تسلطن أنا أول الطائعين ، أفرغني من محتواي ، تزأبقْ من مداك المتراقصة أنجمه في هزيع فضي لتأتي المساءات الجميلة كرجفة ، كخفقة تبيض ربيعا أريجها أشهى نغمة ناي أو كغيمة صيفية يجود شذاها بظلال ندية على زقزقات عشق بري أو هكذا توهمت ذات انخراط .. أنت هكذا توغل من المسامات رضيعا دون استئذان .. تفتش عنك فينا ، تلامس بلطف أجسادنا المثخنة بكلمة حراسة .. آه حبيبي تلك آخر ما ورثتُ من مآذن عن جدي تموسق منها وميضا شجيا يلحن للدنيا أعراسا ومحافل يشيخ الوقت منها فينا لتلتهم الزرقة من وجنتيك المائع قمحها مدانا ، لكننا دوما نكتب كالسجائر نجر البياض فيك بأسنان حرس بلدي لعق ما تبقى فيه من رفع الرؤوس .. حبيبي هذه أجسادنا بلون الألوان المرتعش قوامها على الصراط بين النار والنار وقامات النخيل بأحشائنا تفر من ذواتها ، تنكر للأزرق تاجه الكوثري تشوش على الاهتراء راحته ، تلبسه طعما في الذل تريده مُخجلا لنتلذذ طبق التخاذل ونحتوي في الأفق بشراهة كي لا تستيقظ الشمس أبدا ، كي يموت الفجر غدا كي يكون الليل الأوحد ولا أحد فنتهاوى كالمرايا المتأثثة على فروة الكذب المرمرية حيث ينخرنا نقيق المزابل الأوروبية وما نشتريه لفاقتنا براتب قيل عنه محترم وأنتَ تجيء من خلايانا نقيا ملتحفا الطهر .. تجيء يا حبيبي أبرأ من ذئب بني يعقوب .. تجيء مطهرا خاصا ترتديه براءة الأطفال تكسر هامته اغتيالات التأوه من غنج السرايا .. تجيء كي لا يغادرني كفي إلى حتفي .. تجيء فمن غير كف صفحك لا أرجو .. تجيء فأشلاؤنا آخر مجمرة أطرافها مرافىء لزنابق تشتهي الوقوف في وجه الداخلية