حزب «الحرس البلدي»

                                حزب «الحرس البلدي»
عبد السلام بارودي                                  
    نشر في البلاد أون لاين يوم 21 - 07 - 2012
الكثير من التفاصيل في الاحتجاجات الاجتماعية، تأخذ صبغة سياسية نتيجة تجاهل الحكومة لانعكاساتها وتجريم السلطة لها وإحاطتها بشكوك وهمز ولمز. لذلك يرى البعض أن مشهد الجبهة الاجتماعية في بلادنا سياسي أكثر منه اجتماعي.. وقضية الحرس البلدي واحدة من هذه الملفات التي ستكون لها تداعياتها بشكل أو بآخر.
منع مسيرة الحرس البلدي جزء من المعالجة الخاطئة لهذه القضية، فقد ثبت أن كلام الإصلاحات والانفتاح وحرية التظاهر مجرد خطاب سرعان ما كشفت حقيقته هذه القضية المركّبة، ليس أمام الرأي العام في الداخل، بل وأمام الشركاء في الضفة الأخرى ووسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية.
وإصرار الحرس البلدي على السير يؤكد بنظر البعض أنه الحزب السياسي الوحيد الذي يناضل من أجل افتكاك شرعيته وحقه في الوجود، وفي الوقت الذي اختفت فيه أحزاب السلطة والمعارضة من الساحة السياسية، بقي حزب الحرس البلدي وحده يقاوم الرفض والمنع والعصا، وهو بذلك أكد أمرا آخر.. أن الحكومة لا تريد الحوار الاجتماعي، تماما مثلما أغلقت السلطة الحوار السياسي وسمّته في العام الماضي المشاورات السياسية عندما استدرجت المجتمع برمته نحو نقاش بشأن إصلاحات لم نرها إلا في الخطابات، قبل أن تدفنه في البرلمان الذي استخلفه مجلس أكثر سوءا منه.
مواعيد الحرس البلدي أثبتت أيضا أن السلطة فقدت الحكمة ورباطة الجأش، مثلما تجاوزت مسألة أخلاقية غاية في الأهمية وهي الوفاء لرمز من رموز السياسة التي بنت عليها كل فلسفتها في عشرية التسعينيات، وفي الأخير وجب التنويه أن «الحرس البلدي» جرّد السلطة من كل أوراق التوت، مثلما وضع الطبقة السياسية في موقع مكشوف يسهل استهدافه، فهو الحزب الوحيد الذي لازال يقاوم.. واقفا..

أسعدني مرورك أخي عامر دمت لنا