ونحن على أبواب الشهر الفضيل .

#ونحن_على_أبواب_الشهر_الفضيل

أسترسل بدهني لأستحضر ذكريات الماضي ذكريات الرجال الواقفون لحماية الوطن وحفظ أمنه وسلامته ، حيث كانت تظهر ملامحها بقوة خلال المناسبات وبالأخص شهر رمضان و أيام الأعياد، حيث كنا نستغني عن متعة الجلسات العائلية في أهم المناسبات، لأن الواجب دعانا والإلتزام تجاه الوطن نادانا ، لقد فضلنا أن نضحي بفرحة الشهر الفضيل والعيد وأن نبقى واقفين وعيوننا مشدودة لأمن المواطن والوطن، بل وأكثر ، ففي مثل هذه المناسبات تزداد الحيطة والحذر وتُرفع درجة التأهب والإستعداد لمواجهة كل من تسول له نفسه المساس بأمن وإستقرار البلاد ، وفي الوقت الذي تلتف فيه العائلات مع بعضها البعض حول مائدة الفطور ،كنا نقف ونسهر لضمان الطمأنينة ، لقد كنا مرابطين في المراكز المتقدمة والمفارز المعزولة لا تثنينا صعوبة المناخ ولا التضاريس ولا العزلة الكئيبة ، كنا نفطر غالباً على الخبز اليابس لأن الجديد لايصلنا في يومه ، كنا نفتقد تلك النكهة الرمضانية العائلية التي لا توصف لا لشئ إلا لينعم هذا الوطن بالأمن والأمان ........... وبعد كل ما قدمناه هانحن نحال على التقاعد الإجباري براتب الخزي والعار أشبه مايكون بصدقة من مُحسن بخيل .. أكثر من ستين ألف متقاعد يواجهون مشاق الحياة بكل فصولها لأنهم قدموا الغالي والنفيس لينعم هذا الوطن بما عليه اليوم .. راتب زهيد وحياة قاسية وكرامة مُداسة ومستقبل غامض الأفق .. كيف لرب عائلة من عشرة أفراد كرس حياته وشبابه ونفسه وجسده وممتلكاته لهذا الوطن وفي الأخير يجازى براتب لا يسمن ولايغني من جوع ...أين الوفاء ..أين رد الجميل .. أين الكرم الذي بات يميز الأمم الراقية التي تحترم نفسها وأبناءها نظير ما قدموه لها... يا مسؤولين حاسبوا أنفسكم قبل أن يحاسبكم العزيز الجبار .. إن الدنيا فانية وما يبقى إلا وجه ربك دو الجلال والإكرام .. خافوا الله وأكرموا الرجال الواقفون ... ياوزير الداخلية فرج كربة الرجال في هذا الشهر الفضيل إن لهم حق عليكم .. وليس بفضل ولا مكرمة منكم .. إنهم خيرة أبناء الجزائر الذين وهبوا أرواحهم في سبيل هذا الوطن بقناعات نوفمبرية وتضحيات لا توصف إلا في خانة البطولات، حاملين أكفانهم على أيديهم للدفاع عن شرف هذا الوطن والموت في سبيل أن تبقى الجزائر شامخة كريمة .. فأكرموهم اليوم وأحفظوا حقوقهم وصونوا كرامتهم التي داستها الوعود الكاذبة والعهود الواهية .